للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ" ١.

وما أكثر ما أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب, ثم ما أعظم دعائه بتحقيق النضارة والحسن والبهاء والوضاءة في وجوه من سمعوا مقالته, فعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله أمرأ سمع مقالتي فبلغها، فرب حامل فقه غير فقيه, ورب حامل فقه إلى من أفقه منه" ٢.

ومن ذا الذي لا يحرص على نضارة وجهه؟ ثم من لا يرضى أن يبلغ ما عنده إلى من هو أفقه به منه أو أوعى! ثم إن المبلغ صلوات الله وسلامه عليه جذبهم إليه ورغبهم في الإقبال على ما يقوله بتحينه أوقات رغبتهم وحاجتهم إليه, ولا يثقل عليهم, وإنما يتخولهم بالموعظة مخافة السآمة والملل, وهو يترفق بهم ويتمهل في تعليمهم بحيث لو أراد أحد عدّ ما يقوله لأحصاه, ويكرر العبارة ثلاثا ليفهم عنه, ويحنو على السائل, ويرفض الاشتداد عليه, ويدني من مجلسه كل من يحتاج إلى أنسه, ويبسط من بشاشة الوجه وطيب المحيا وسعة الحلم والصفح ما يحول عداوة الخصم الألد إلى إقبال وحب وود, ويبذل العون المادي لمن يحتاج إليه, ومن هنا تنقطع أعذار الصادين وتسقط حجج المعرضين.


١ سنن الترمذي ج٥ ص٤٤ كتاب العلم, باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع رقم ١٩ حديث رقم ٢٦٧٦، ورواه ابن ماجه باختلاف يسير, باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ٤٣ ج١ ص١٦, ورواه الدارمي في سننه ج١ ص٤٤, باب اتباع السنة.
٢ سنن ابن ماجه ج١ ص٧٤، باب ١٨، من بلغ علما, حديث رقم ٢٣٠، وجامع الترمذي ج٥ ص٣٤ كتاب العلم, باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع, حديث رقم ٢٦٥٨.

<<  <   >  >>