للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

برذون. نقل السيوطي عن الخطيب أنه "قيل لشعبة١: لم تركت حديث فلان؟ قال: رأيته يركض على برذون فتركت حديثه، وروي عن مسلم بن إبراهيم٢ أنه سئل عن حديث صالح المري٣ فقال: وما تصنع بصالح؟ ذكروه يوما عند حماد بن سلمة٤ فامتخط حماد"٥.

يا سبحان الله! أي أناس كانوا؟ وأي عقول تلك التي حفظت لنا ذلك كله؟ وأي نزاهة وتجرد في الحكم بعد أن يروي مثل علي بن عبد الله المديني شيخ البخاري المتوفى سنة أربع وثلاثين ومائتين قائلا: "حدثني أبي وكان غير ثقة"؟

ثم ماذا عن عشرات بل مئات الكتب التي عنيت بجمع الروايات وحشدها، وتنوعت أساليب مصنفيها فمن جامع لمرويات الصحابي الواحد ولا يعنيه إلا كونها من رواية ذلك الصحابي بغض النظر عن مضمونها


١ شعبة بن الحجاج بن الورد المتوفى سنة ستين ومائة, انظر تذكرة الحفاظ ج١ ص١٩٣-١٩٧.
٢ مسلم بن إبراهيم الأزدي مولاهم أبو عمرو الحافظ المتوفى سنة اثنتين وعشرين ومائتين, انظر التهذيب ص١٢٣ ج١٠.
٣ صالح بن بشير بن وداع المري "بضم أوله وتشديد ثانيه" مات سنة ست أو اثنتين وسبعين ومائة وأكثرهم على تضعيفه, انظر تهذيب التهذيب ج٤ ص٣٨٢-٣٨٣.
٤ حماد بن سلمة بن دينار المتوفى سنة سبع وستين ومائة, انظر تذكرة الحفاظ ج١ ص٢٠٢.
٥ تدريب الراوي ج١ ص٣٠٦.

<<  <   >  >>