هكذا انتشرت السنة في العهد النبوي، وأخذ تبليغها الطابع التكليفي, فإيصالها إلى الغير أمانة يجب أن تؤدى إلى أهلها، ويستحق مؤديها الثناء عليه لرعايته إياها وحفظها.
وصار الصحابة هم الأمناء عليها, ترى هل كانوا أهلا لتلك الأمانة؟ أم مضيعين لها؟ ذلك ما لا يقوله عاقل, إذ إن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ما كانوا قط مضيعين ولا مفرطين أو مقصرين أو مُحْدِثين مبتدعين، وإنما كانوا المتبعين المقتدين الراعين للأمانة والمؤدين لها، الحريصين على التبليغ المتحوطين في النقل المتثبتين في العمل والقول، فكيف كان حالهم مع الحديث أو مع السنة؟ وما هو الدور الذي تمادوا في أدائه؟ وما طريقتهم في الأخذ والإعطاء لها؟ ذلك ما سنتبينه في المبحث التالي: السنة في عهد الصحابة.