للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما أراد ان يقوم قال له أبو عبدالله: كيف تقول إذا عطست؟ قال أقول: الحمد لله. فقال له أبو عبدالله: يرحمك الله.

(ويسمع الميت الكلام)؛ لأن في حديث بريدة في السلام على أهل المقابر (١) : دليل على أن الموتى يسمعون سلام (٢) المسلم عليهم، وإلا لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمر بالسلام على قوم لا يسمعون.

ولأحمد من حديث سفيان عمن سمع أنساً عنه مرفوعاً: " إن أعمَالكُم تُعرضُ على أقاربكُم وعشائركُم من الأموات. فإن كان خيراً استبشَروا وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لِلَّهِ لا تُمِتْهُمْْ حتى تَهدِيَهُم كما هَدَيتَنا " (٣) . وروا أبو داود الطيالسي في " مسنده " عن جابر مرفوعاً، وهو ضعيف.

وقال ابن الجوزي في كتابه " السر المصون ": الذي يوجبه القرآن. والنظر: أن الميت لا يسمع ولا يحس. قال الله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} [فاطر: ٢٢]، ومعلوم أن آلات الحس قد فقدت.

وأجاب عما يخالف هذا مما يدل على سماعهم لكلام الأحياء كحديث بريدة وغيره بأنه محمول على رد الأرواح أي: إذا سلم المسلم مثلاً الميت رد الله عليه روحه فسمع كلامه، ولا يلزم أنه (٤) يسمع كلام الحي في وقت. قال الشيخ تقي الدين: واستفاضت الاثار بمعرفة الميت باًال أهلة وأصحابه في الدنيا، وأن ذلك يعرض عليه، وجاءت الاثار بأنه يرى أيضاً، وبأنه يدري بما فعل عنده، ويُسر بما كان حسنا، ويتألم بما كان قبيحاً.

وكان أبو الدرداء يقول: " اللهم لِلَّهِ إنى أعوذ بك أن أعمل عملاً أخزي به عبد الرحمن بن رواحة. وكان ابن عمه ".


(١) () سبق تخريجه ص (١٣٣) رقم (٣).
(٢) في ج: لكلام.
(٣) أخرجه أحمد في " مسنده " (١٢٢٧٢) طبعة إحياء التراث.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " (١٧٩٤) ص: ٢٤٨
(٤) في ج: أن.

<<  <  ج: ص:  >  >>