للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب العتق]

هذا (كتاب العتق). وهو لغة: الخلوصى. ومنه عتاق الخيل، وعتاق الطير أي: خالصها. وسمي البيت الحرام عتيقاً، لخلوصه من أيدي الجبابرة. (وهو) شرعاً: (تحرير الرقبة، وتخليصها من الرق). وخصت به الرقبة

وإن تناول العتق جميع البدن، لأن ملك السيد له كالغل في رقبته، المانع له من التصرف. فإذا عَتَق صار كأن رقبته أطلقت من ذلك. يقال: عتق العبد وأعتقته أنا. فهو عتيق ومُعتَق. وهم عتقاء، وأَمَةً عتيق وعتيقة.

وقد أجمع العلماء على صحته وحصول القربة به.

وسنده من الكتاب قوله سبحانه وتعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} [المجادلة: ٣]، وقوله سبحانه وتعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ} [البلد: ١٣].

ومن السنة ما روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرَبِ منها إرباً منه من النار. حتى إنه ليعتق اليد باليد والرجل بالرجل والفرج بالفرج " (١). متفق عليه. في أخبار كثيرة سوى هذا.

(و) هو من (أعظم القُرَب)، لأن الله سبحانه وتعالى جعله كفارة للقتل والوطء في رمضان وكفارة للأيمان.

وجعله النبى صلى الله عليه وسلم فكاكاً لمعتقه من النار (٢).

ولأن فيه تخليص الآدمي المعصوم من ضرر الرق وملك نفسه ومنافعه،


(١) أخرجه البخاري في " صحيحه " (٦٣٣٧) ٦: ٤٦٩ ٢ كتاب كفارات الأيمان، باب قول الله تعالى: {أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}
وأخرجه مسلم في " صحيحه " (١٥٠٩) ٢: ١١٤٧ كتاب العتق، باب فضل العتق
(٢) ر الحديث السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>