للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أهمية كتاب " معونة أولي النُّهَى "

تأتي أهمية كتاب " معونة أولي النُّهَى، من أهمية كتاب "منتهى الإرادات في

الجمع بين المقنع مع التنقيح وزيادات " للمؤلف نفسه ابن النجار الفُتُّوحِي

الحنبلي. حيث ان " المعونة " شرح لـ " منتهى الإرادات ".

وكتاب " منتهى الإرادات " جمع فيه مؤلفه بين كتاب " المقنع " لشيخ

المذهب عبد الله بن أحمد بن قدامة (ت ٦٢٠ هـ)، و" التنقيح المشبع لتحرير

أحكام المقنع " للشيخ علي بن سليمان المرداوي (ت ٨٨٥ هـ).

وعن سبب تأليفه لكتابه " منتهى الإرادات ". . . . يقول ابن النجار (١) :

فـ " التنقيح". . . المقرر على مذهب الإمام أحمد قد كان المذهب محتاجاً

إلى مثله- أي التنقيح- لأنه صحح فيه ما أطلق في " المقنع " من الروايتين أو الروايات، أو من الوجهين أو الأوجه. وقيّد ما أخلّ به من الشروط، وفسّر

ما أبهم فيه من حكم أو لفظ، أو استثنى من عمومه ما هو مستثنى على المذهب،

حتى خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، وقيد ما يحتاج إليه مما فيه إطلاقه، ويحمل على

بعض فروعه ما هو مرتبط معها، وزاد مسائل محررة مصححة فصار تصحيحأ

لغالب كتب المذهب، إلا أنه أي " التنقيح " غير مستغن عن أصله الذي هو

" المقنع "؛ لأن ما قطع به في " المقنع " أو صححه، أو قدمه، أو ذكر أنه المذهب، وكان موافقاً للصحيح، ومفهومه مخالفاً لمنطوقه، لم يتعرض له

" التنقيح " غالباً، فمن عنده " المقنع " يحتاج لل " تنقيح "، وبالعكس،

والجمع بينهما قد يشق.

فاستخرت الله تعالى، وما خاب من استخار أن أجمع مسائلهما في كتاب


(١) " منتهى الإرادات ": ١: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>