ألفاظه- يقصد " كتاب المنتهى "- صارت ألفاظه على وجوه عرائس معانيه كالنقاب- أي صعبة مغلقة-. فاحتاجت إلى شرح يبرزها لمن يريد إبرازها من
الطلاب والخُطّاب. فتصديت لكتاب أشرحه شرحاً يبين حقائقه، ويوضح معانيه ودقائقه. راجياً من الله تعالى جزيل الثواب في يوم المرجع والمآب. اهـ.
وكان هذا الشرح الذي أسماه " معونة أولي النُّهَى شرح المنتهى ".
وقد شُرح كتاب " المنتهى " عدة شروح لعدد من علماء المذهب نظراً
لأهميته. فهو كتاب وحيد في بابه، فريد في ترتيبه واستيعابه. سلك فيه ابن
النجار رحمه الله منهاجاً بديعاً، ورصّعه ببدإئع الفوائد ترصيعاً، فَعُدّ ذلك
الكتاب من المواهب، وسار في المشارق والمغارب، واشتغل به عامة الطلبة في
عصره واقتصروا عليه.
ومن أهم هذه الشروح " معونة أولي النُّهَى ".
ومما يعطي لهذا الكتاب القيم " معونة أولي النُّهَى " أهمية أكبر أنه شرح من قِبَل مؤلف الأصل وهو " المنتهى ". فصاحب الكتاب أدرى بما فيه، وأكثر
خبرة ببيان مبهمه وغامضه ومشكله. ولذا جاء هذا الشرح متقناً حاوياً شافياً.
والمطلع على- هذا الشرح يجد أن صاحبه له إلمام كبير بالحديث وباختلاف
ألفاظه ورواياته، فهو فقيه محدث.
شُرّاح " المنتهى " وكُتّاب حواشيه:
ان من أشهر من اشتغلوا واهتموا بكتاب " المنتهى " الشيخ منصور بن
يونس بن صلاح الدين بن حسن بن أحمد بن علي بن إدريس البهوتي، شيخ
الحنابلة في عصره (ت ١٠٥١ هـ). فقد قام بشرح الكتاب في ثلاث مجلدات.
وهو كتاب مشهور مطبوع.
قال الشيخ عبد القادر بن بدران: " جَمَعَهُ من شرح مؤلف " المنتهى "
لكتابه، ومن شرحه نفسه على " الإقناع "، وهو شرح مشهور ومطبوع " (١) .
(١) " المدخل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل " ٤٤٠.