للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن المنذر: ثبت " أن عمر قال لأمة رآها مقنعة: اكشفي رأسك ولا تتشبهي بالحرائر " (١) .

وروى أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أولم على صفية قال الناس: لا ندري أجعلها أم المؤمنين أو أم ولد؟ فقالوا: إن حجبها فهي أم المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي أم ولد. فلما ركب وطى لها خلفه ومد الحجاب بينه وبين الناس " (٢) . متفق عليه.

وهذا يدل على أن عدم حجب الإماء كان مستفيضا عندهم.

والوجه الثالث: إن لم تكن برزة لم يبح مطلقا، وإن كانت برزة أبيح منها ما يظهرغالبا.

قال ابن حمدان: قلت: وغير عورة. قاله ابن حمدان في " الرعاية الكبرى " ولم يذكر غيره، مع أن الخلاف المتقدم في " المغني ".

ووجه ذلك: أن البرزة يشق التحرز من رؤيتها. بخلاف غير البرزة.

ولأن غير البرزة الغالب أنها تكون جميلة فربما خيف من رؤيتها الفتنة.

وهذا كله مع أمن الفتنة، أما إن خيف الفتنة فإنه يحرم النظر كما يحرم إلى الغلام الذي يخشى الفتنة بنظره.

وقد قال أحمد في الأمة إذا كانت جميلة: تنتقب. ولا تنظر إلى المملوكة، فكم (٣) نظرة ألقت في قلب صاحبها البلابل. وظاهر هذا النص يشهد للوجه الأول، أو لما قال ابن حمدان. انتهى كلام الزركشي.

وقد تحصل من كلامه ثلاثة أوجه كلها خارجة عما في " التنقيح ":


(١) ر. تخريج الحديث السابق.
(٢) أخرجه البخاري في " صحيحه " (٤٧٩٧) ٥: ١٩٥٦ كتاب النكاح، باب اتخاذ السراري ومن أعتق " جاريته ...
وأخرجه مسلم في " صحيحه " (١٣٦٥) ٢: ٤٥ ٠ ١ كتاب النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتز وجها.
(٣) في أ: كم.

<<  <  ج: ص:  >  >>