للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يُحَدِّثُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ، وَصَغَّرَهُ وَحَقَّرَهُ»، قَالَ: فَذَرَفَتْ عَيْنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ (١).

تابع الحديث وفيه إضافة: " يَوْمَ الْقِيَامَةِ": فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ» (٢).

تابع لما سبق من الآفات القلبية المهلكة آفة العجب: قال عنها -صلى الله عليه وسلم- من حديث أنس -رضي الله عنه-: «ثلاث مهلكات .. »، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: «وأمّا المهلكاتُ: فَشُحٌّ مطاع، وهوًى متَّبع، وإعجابُ المرءِ بنفِسِه" (٣).

وسأقوم بتلخيص ما يتعلق بهذه الآفات المهلكة (٤).

الرياء.

[حكمه]

• الرياء من الشرك الأصغر، وهو أيضًا من الشرك الخفي؛ ولذا كان خطره عظيمًا، وشره مستطيرًا، فلا بد من الحذر منه، والانتباه له ولعظيم ضرره.

ومن الأدلة على ذلك:


(١) أخرجه أحمد (١١/ ٤٣٠) ح (٦٨٣٩)، وقال في مجمع الزوائد (١٠/ ٢٢٢) ح (١٧٦٦٠): "رجال أحمد، وأحد أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح"، وقال محقق المسند (١١/ ٤٣٠) ح (٦٨٣٩): "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(٢) أخرجه أحمد في المسند (١١/ ٥٦٦) ح (٦٩٨٦)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١/ ١١٧) ح (٢٥)، وقال محقق المسند (١١/ ٥٦٦) ح (٦٩٨٦): "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(٣) أخرجه البزار في مسنده (١٣/ ١١٤) ح (٦٤٩١)، والطبراني في المعجم الأوسط (٥/ ٣٢٨) ح (٥٤٥٢)، وحسنه المنذري بمجموع طرقه في الترغيب والترهيب (١/ ١٧٤) ح (٦٥٤)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١/ ٣١٢) ح (٤٥٣): "حسن لغيره".
(٤) من العجب والرياء والسمعة وهي آفات قلبية مترابطة بينها تداخل ولهذا آثرت الحديث عنها مع بعضها.

<<  <   >  >>