للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ» (١).

دل الحديث على فضيلة الصبر ومكانته العظيمة، ومن يعالج نفسه على الصبر ويعودها عليه، فإن الله يمكنه من نفسه حتى تنقاد له، وأن الصبر أفضل ما يعطاه المرء لكونه غيرَ محدودٍ جزاؤُه، فيوفيه الله أجره بغير حساب (٢)، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: ١٠].

[من أقوال العلماء في الصبر]

قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "وجدنا خير عيشنا بالصبر" (٣).

وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسم"، ثم رفع صوته فقال: "ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له"، وقال: "الصبر مطية لا تكبو (٤) " (٥).

وقال الحسن رحمه الله: "الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده" (٦).

وقال ابن القيم رحمه الله: "وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل، فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- يقول: الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه" (٧).


(١) أخرجه البخاري (٢/ ١٢٢) ح (١٤٦٩)، ومسلم (٢/ ٧٢٩) ح (١٠٥٣).
(٢) ينظر: فتح الباري لابن حجر (١١/ ٣٠٤).
(٣) الزهد لأحمد بن حنبل (٩٧)، حلية الأولياء (١/ ٥٠).
(٤) أي: دابة لا تعثر ولا تسقط على الوجه أثناء الحركة.
ينظر: الصحاح (٦/ ٢٤٧١)، مقاييس اللغة (٥/ ١٥٥)، لسان العرب (١٥/ ٢١٣) مادة (كبا).
(٥) ينظر: الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا (٢٤)، حلية الأولياء (١/ ٧٦)، وهو بهذا اللفظ في عدة الصابرين (٩٥).
(٦) الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا (٢٨).
(٧) مدارج السالكين (٢/ ١٥٩).

<<  <   >  >>