[المبحث الثالث: أثر عمل القلب على الإقبال على الخير في عبادة الصوم في رمضان، وفيه مطالب.]
وإذا حقق العبد أعمال القلب وجاهد نفسه على ذلك، تيسر له الخير في رمضان، لأن أسبابه تيسرت في هذا الشهر المبارك، فإذا جاهد العبد نفسه وتفقد قلبه، سهل عليه الإقبال على الخير، وتنشطت نفسه له، ولذا ينادي المنادي إذا دخل رمضان:" يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ"، كما ورد في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ "(١).
وهذا ما سيتضح بحول الله وقوته من خلال المطالب الآتية:
[المطلب الأول: أسباب الإقبال على عمل الخير في رمضان، وفيه مسائل.]
وللنفس إقبال على الخير في شهر رمضان يختلف عن بقية الشهور، وهذا أمر مشاهد محسوس في حياة المسلمين في كل مكان وزمان، ولذلك عدة أسباب نلخصها في المسائل الآتية:
[المسألة الأولى: رغبة المؤمن في الأجر والثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين.]
وقد وردت نصوص كثيرة فيها بيان ما أعده الله للصائمين من جزيل الثواب، ومن ذلك: