للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الأول: الإخلاص (١).

[تعريفه]

لقد عرف الإخلاص بتعاريف كثيرة متقاربة، ومن أدقها تعريف الغزالي، فيقول رحمه الله عن الإخلاص بأنه: "تجريد قصد التقرب إلى الله عن جميع الشوائب" (٢).

وعرفه ابن القيم رحمه الله بمجموعة من التعريفات من أدقها: "إفراد الحق بالقصد في الطاعة، وقيل: تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين، وقيل: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق، ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله" (٣).

[من أدلة الكتاب والسنة على الإخلاص]

لقد جاءت الأدلة الكثيرة من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- دالة على هذا العمل القلبي العظيم، ومنها على سبيل المثال:

• قوله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف: ٢٩].

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في معنى هذه الآية: "أي: أمركم بالاستقامة في عبادته في محالها، وهي متابعة المرسلين المؤيدين بالمعجزات فيما أخبروا به عن الله تعالى، وما جاءوا به عنه من الشرائع، وبالإخلاص له في عبادته، فإنه تعالى لا يتقبل العمل حتى يجمع هذين الركنين: أن يكون صوابًا موافقًا للشريعة، وأن يكون خالصًا من الشرك" (٤).


(١) سيكون التعريف لهذه الأعمال القلبية التعريف الاصطلاحي حرصاً على الاختصار.
(٢) إحياء علوم الدين (٤/ ٣٧٩).
(٣) مدارج السالكين (٢/ ٩١ - ٩٢).
(٤) تفسير ابن كثير (٣/ ٤٠٣).

<<  <   >  >>