للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحدثنا محمد بن موسى الحَرشي (١) حدثنا زياد بن عبد الله، عن الأعمش عن أبي صالح، عن جابر، عن النبي بنحوه -ولم يشك (٢) -ثم قال: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن الأعمش واختلفوا في إسناده، فرواه غير واحد عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو غيره، وقال قيس عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، وقال جرير وزياد: عن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر.

وقال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، حدثنا الأعمش قال: أنبأنا أبو صالح (٣) عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي فقال: إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق؟ فقال: "إنه سينهاه ما يقول (٤) (٥) ".

وتشتمل الصلاة أيضا على ذكر الله تعالى، وهو المطلوب الأكبر؛ ولهذا قال تعالى: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) أي: أعظم من الأول، (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) أي: يعلم جميع أقوالكم وأعمالكم.

وقال أبو العالية في قوله: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)، قال: إن الصلاة فيها ثلاث خصال (٦) فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست بصلاة: الإخلاص، والخشية، وذكر الله. فالإخلاص يأمره بالمعروف، والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر القرآن يأمره وينهاه.

وقال ابن عَوْن الأنصاري: إذا كنت في صلاة فأنت في معروف، وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر، والذي أنت فيه من ذكر الله أكبر.

وقال حماد بن أبي سليمان: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) يعني: ما دمت فيها.

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)، يقول: ولذكر الله لعباده أكبر، إذا ذكروه من ذكرهم إياه.

وكذا روى غير واحد عن ابن عباس. وبه قال مجاهد، وغيره.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن داود بن أبي هند، عن رجل، عن ابن عباس: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) قال: ذكر الله عند طعامك وعند منامك. قلت: فإن صاحبًا لي في المنزل يقول غير الذي تقول: قال: وأي شيء يقول؟ قلت: قال: يقول الله: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: ١٥٢]، فلذكر الله إيانا أكبر من ذكرنا إياه. قال: صدق.

قال: وحدثنا أبي، حدثنا النفيلي، حدثنا إسماعيل، عن خالد، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس


(١) في ف، أ: "الجرشي".
(٢) مسند البزار برقم (٧٢٢) "كشف الأستار".
(٣) في هـ، ت، ف: "أبو صالح أخبرنا" والمثبت من المسند.
(٤) في ف: "ستنهاه ما تقول"
(٥) المسند (٢/ ٤٤٧) ورواه البزار في مسنده برقم (٧٢٠) "كشف الأستار". من طريق الأعمش به، وقال الهيثمي في المجمع (٢/ ٢٥٨) "رجاله رجال الصحيح".
(٦) في أ: "خلال".