للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يقول تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا) أي: إنما يصدق بها (الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا) أي: استمعوا لها وأطاعوها قولا وفعلا (وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) [أي] (١) عن اتباعها والانقياد لها، كما يفعله الجهلة من الكفرة الفجرة، [وقد] (٢) قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: ٦٠].

ثم قال [تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) يعني بذلك: قيام الليل، وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة. قال مجاهد والحسن في قوله تعالى] (٣): (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ) يعني بذلك: قيام الليل.

وعن أنس، وعكرمة، ومحمد بن المُنْكَدِر، وأبي حازم، وقتادة: هو الصلاة بين العشاءين. وعن أنس أيضًا: هو انتظار صلاة العتمة. رواه ابن جرير بإسناد جيد. (٤)

وقال الضحاك: هو صلاة العشاء في جماعة، وصلاة الغداة في جماعة.

(يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا) أي: خوفًا من وبال عقابه، وطمعًا في جزيل ثوابه، (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)، فيجمعون بين فعل القربات اللازمة والمتعدية، ومقدم هؤلاء وسيدهم وفخرهم في الدنيا والآخرة رسول الله ، كما قال عبد الله بن رَوَاحة، :

وَفِينَا رَسُولُ الله يَتْلُو كتَابَه … إذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الصُّبْحِ سَاطعُ

[أرَانَا الهُدَى بَعْدَ العَمَى فَقُلُوبُنَا … به مُوقِنَاتٌ أنَّ مَا قَال وَاقِعُ] (٥)

يَبيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِه … إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بالْمُشْرِكِين المَضَاجِعُ

وقال الإمام أحمد: حدثنا روح وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عطاء بن السائب، عن مُرَّة الهمداني، عن ابن مسعود (٦)، عن النبي قال: "عجب ربنا من رجلين: رجل ثار من وِطَائه ولحافه، ومن بين أهله وَحَيِّه (٧) إلى صلاته، [فيقول ربنا: أيا ملائكتي، انظروا إلى عبدي، ثار من فراشه ووطائه، ومن بين حيه وأهله إلى صلاته] (٨) رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي. ورجل غزا في سبيل الله، ﷿، فانهزموا، فعلم ما عليه من الفرار، وما له في


(١) زيادة من ت، ف.
(٢) زيادة من ت.
(٣) زيادة من ت، ف.
(٤) تفسير الطبري (٢١/ ٦٣).
(٥) زيادة من ت، ف، أ.
(٦) في ت: "وروى الإمام أحمد بإسناده عن ابن مسعود".
(٧) في ت، ف، أ: "من بين بنيه وأهله".
(٨) زيادة من ت، ف، أ، والمسند.