للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أو أبي الردّاد-عن عبد الرحمن بن عوف، به (١). ورواه أبو داود والترمذي، من رواية أبي سلمة، عن أبيه (٢). والأحاديث في هذا كثيرة.

وقال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن عمار الموصلي، حدثنا عيسى بن يونس، عن محمد بن عبد الله بن علاثة (٣)، عن الحجاج بن الفُرَافِصَة، عن أبي عمر البصري، عن سلمان (٤) قال: قال رسول الله : "الأرواح جنود مجندة، فما تَعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" (٥).

وبه قال رسول الله : "إذا ظهر القول، وخزن العمل، وائتلفت الألسنة، وتباغضت القلوب، وقطع كل ذي رحم رحمه، فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم" (٦).

﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (٢٥) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (٢٦) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (٢٧) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (٢٨)﴾.

يقول تعالى آمرًا بتدبر القرآن وتفهمه، وناهيا عن الإعراض عنه، فقال: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) أي: بل على قلوب أقفالها، فهي مُطْبَقَة لا يخلص إليها شيء من معانيه.

قال ابن جرير: حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا (٧) حماد بن زيد، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه قال: تلا رسول الله يوما: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)، فقال شاب من أهل اليمن: بل عليها (٨) أقفالها حتى يكون الله ﷿ يفتحها أو يفرجها. فما زال الشاب في نفس عمر، ، حتى ولي، فاستعان به (٩).

ثم قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ) أي: فارقوا الإيمان ورجعوا إلى الكفر، (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ) أي: زين لهم ذلك وحسنه، (وَأَمْلَى لَهُمْ) أي: غرهم


(١) المسند (١/ ١٩٤) وقال الترمذي في السنن: "روى معمر عن الزهري هذا الحديث عن أبي سلمة عن رداد الليثي عن عبد الرحمن ابن عوف، قال محمد -يعني البخاري-: حديث معمر خطأ" والصحيح الرواية الآتية في السنن.
(٢) سنن أبي داود برقم (١٦٢٤) وسنن الترمذي برقم (١٩٠٧).
(٣) في هـ: "الحجاج بن يونس" والتصويب من المعجم الكبير.
(٤) في هـ: "سليمان" والتصويب من المعجم الكبير.
(٥) المعجم الكبير (٦/ ٢٦٣) وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٨٧): "فيه جماعة لم أعرفهم". وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أحمد في المسند (٢/ ٢٩٥).
(٦) المعجم الكبير (٦/ ٢٦٣) والكلام عليه كالذي قبله.
(٧) في ت، م: "ابن".
(٨) في ت، م: "بل على قلوب".
(٩) تفسير الطبري (٢٦/ ٣٧).