للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال (١) أحمد أيضا: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إن لي ذوي أرحام، أصل ويقطعون، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم؟ قال: "لا إذن تتركون جميعا، ولكن جُدْ بالفضل وصلهم؛ فإنه لن يزال معك ظهير من الله، ﷿، ما كنت على ذلك" (٢).

تفرد به من هذا الوجه، وله شاهد (٣) من وجه آخر.

وقال الإمام أحمد: حدثنا يَعْلَى، حدثنا فِطْر، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو (٤) قال: قال رسول الله : "إن الرحم معلقة بالعرش، وليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها"، رواه البخاري (٥) (٦).

وقال أحمد: حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا قتادة، عن أبي ثمامة الثقفي، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : "توضع الرحم يوم القيامة لها حُجْنَة كحجنة المغزل، تتكلم بلسان طُلَق ذُلَق، فتصل من وصلها وتقطع من قطعها" (٧).

وقال (٨) الإمام أحمد: حدثنا سفيان، حدثنا عمرو، عن أبي قابوس، عن عبد الله بن عمرو -يبلغ به النبي -قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض (٩) يرحمكم أهل السماء، والرحم شُجْنَة من الرحمن، من وصلها وصلته، ومن قطعها بتته".

وقد رواه أبو داود (١٠) والترمذي، من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، به (١١). وهذا هو الذي يروي بتسلسل الأولية (١٢)، وقال الترمذي: حسن صحيح.

وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا هشام الدَّسْتَوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ؛ أن أباه حدثه: أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رَحمٌ، إن رسول الله قال: "قال الله ﷿: أنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه فأبته -أو قال: من يبتها أبته".

تفرد به من هذا الوجه (١٣). ورواه أحمد أيضا من حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن الرداد-


(١) في ت: "وروى".
(٢) المسند (٢/ ١٨١).
(٣) في أ: "شواهد".
(٤) في ت: "عن ابن عمر".
(٥) في ت: "انفرد به".
(٦) المسند (٢/ ١٦٣) وصحيح البخاري برقم (٥٩٩١).
(٧) المسند (٢/ ١٨٩) قال الهيثمي في المجمع (٨/ ١٥٠): "رجال أحمد رجال الصحيح غير أبي ثمامة الثقفي، وثقه ابن حبان".
(٨) في ت: "رواه".
(٩) في أ: "ارحموا من في الأرض".
(١٠) في ت: "وقد رواه أحمد وأبو داود".
(١١) المسند (٢/ ١٦٠) وسنن أبي داود برقم (٤٩٤١) وسنن الترمذي برقم (١٩٢٤).
(١٢) وروي هذا الحديث بالإجازة مسلسلا بأول ما سمع، إلا أن الأولية تنقطع فيما فوق سفيان، وعلى هذا فشرط المسلسل غير متحقق عند التدقيق.
(١٣) المسند (١/ ١٩١).