للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال البخاري: حدثنا محمود، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن طارق بن عبد الرحمن قال: انطلقت حاجًا فمررت بقوم يصلون، فقلت (١) ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة، حيث بايع رسول الله بيعة الرضوان، فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته، فقال سعيد: حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله تحت الشجرة. قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها، فقال سعيد: إن أصحاب محمد لم يعلموها وعلمتموها أنتم، فأنتم أعلم (٢).

وقوله: (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) أي: من الصدق والوفاء، والسمع والطاعة، (فَأَنزلَ السَّكِينَةَ): وهي الطمأنينة، (عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا): وهو ما أجرى الله على أيديهم من الصلح بينهم وبين أعدائهم، وما حصل بذلك من الخير العام المستمر المتصل بفتح خيبر وفتح مكة، ثم فتح سائر البلاد والأقاليم عليهم، وما حصل لهم من العز والنصر والرفعة في الدنيا والآخرة؛ ولهذا قال: (وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا (٣) وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)

قال (٤) ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا موسى، أخبرنا موسى -يعني ابن عبيدة-حدثني إياس (٥) بن سلمة، عن أبيه، قال: بينما نحن قائلون. إذ نادى منادي رسول الله : أيها الناس، البيعة البيعة، نزل روح القدس. قال: فَثُرنا إلى رسول الله وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه، فذلك قول الله تعالى (٦): (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) [قال] (٧): فبايع لعثمان بإحد يديه على الأخرى، فقال الناس: هنيئا لابن عفان، طوف بالبيت ونحن (٨) هاهنا. فقال رسول الله : "لو مكث كذا كذا سنة ما طاف حتى أطوف" (٩).

﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢٠) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (٢١) وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (٢٢) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا (٢٣) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٢٤)


(١) في م: "وقلت".
(٢) صحيح البخاري برقم (٤١٦٣).
(٣) في ت: "تأخذونها".
(٤) في ت: "وروى".
(٥) في ت: "عن أبان".
(٦) في ت، م: "فذلك قوله تعالى".
(٧) زيادم من ت، م.
(٨) في ت، م: "وذكر".
(٩) ورواه الطبراني في المعجم الكبير (١/ ٩٠) من طريق عبيد الله بن موسى به، قال الهيثمي في المجمع (٩/ ٨٤): "فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف".