للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شرفين، كانت آثارها وأرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يَسقَى به كان ذلك حسنات له، وهي لذلك الرجل أجر. ورجل ربطها تَغَنيا وتعففا، ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها، فهي له ستر. ورجل ربطها فخرًا ورئاء ونواء، فهي على ذلك وزر". فسُئل رسول الله عن الحُمُر، فقال: "ما أنزل الله فيها شيئًا إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (١).

"ورواه مسلم، من حديث زيد بن أسلم، به (٢).

وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا الحسن، عن صعصعة بن معاوية -عم الفرزدق-: أنه أتى النبي فقرأ عليه: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) قال: حسبي! لا أبالي ألا أسمع غيرها (٣).

وهكذا رواه النسائي في التفسير، عن إبراهيم بن يونس بن محمد المؤدب، عن أبيه، عن جرير بن حازم، عن الحسن البصري قال: حدثنا صعصعةُ عم الفرزدق، فذكره (٤).

وفي صحيح البخاري، عن عَدي مرفوعا: "اتقوا النار ولو بِشِقِّ تمرة، ولو بكلمة طيبة" (٥) وفي الصحيح: "لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط" (٦) وفي الصحيح أيضا: "يا نساء (٧) المؤمنات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فِرْسَنَ شاة" (٨) يعني: ظلفها. وفي الحديث الآخر: "ردوا السائل ولو بظلْف مُحَرق" (٩).

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، عن عائشة، أن رسول الله قال: "يا عائشة، استتري من النار ولو بشق تمرة، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان". تفرد به أحمد (١٠).

ورُويَ عن عائشة أنها تصدقت بعنبة، وقالت: كم فيها من مثقال ذرة (١١).

وقال أحمد: حدثنا أبو عامر، حدثنا سعيد بن مسلم، سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير:


(١) في م، أ: "من" وهو خطأ.
(٢) صحيح البخاري برقم (٤٩٦٢) وصحيح مسلم برقم (٩٨٧).
(٣) المسند (٥/ ٥٩).
(٤) سنن النسائي الكبرى برقم (١١٦٩٤).
(٥) صحيح البخاري برقم (٧٥١٢).
(٦) صحيح مسلم برقم (٢٦٢٦) من حديث أبي ذر الغفاري، .
(٧) في م: "يا معشر نساء"، وفي أ: "معشر النساء".
(٨) صحيح البخاري برقم (٢٥٦٦) من حديث أبي هريرة، .
(٩) رواه أحمد في المسند (٥/ ٣٨١) وأبو داود في السنن برقم (١٦٦٧) والترمذي في السنن برقم (٦٦٥) من حديث أم بجيد الأنصارية، . وقال الترمذي: "حديث أم بجيد حديث حسن صحيح".
(١٠) المسند (٦/ ٧٩).
(١١) هو في الموطأ (٢/ ٩٩٧) بلاغا عن عائشة.