الحمد لله منزل الكتاب ومثله معه، والصلاة والسلام على الرسول الهادي ذي الأحاديث الجامعة وعلى الآل، والصحب ومن بلّغ عنه حديثًا سمعه، أو نهج نهجه وتبعه.
أما بعد:
فإنه لما انعقد عزمنا في دار الندوة الجديدة على إخراج كتاب "القول المبين في سيرة سيد المرسلين" للدكتور الطيب النجار.
فقد عهدنا لشيخنا الأستاذ عبد السلام بن محمد بن عمر علوش، بالنظر في الكتاب والتعليق عليه، بما يكشف النقاب عما أودعه صاحبه من فضول في السيرة وتفاصيلها؛ حتى يجتمع للكتاب النص والتوثيق، اللذان لا يعتبران كتاب في السيرة إلا باجتماعهما.
فقام بحمد لله بذلك حق قيام، فميز الصحيح من الضعيف، وما كان فيه من رأي فإما دعمه عند التوافق، أو انتقده عند الاعتراض.
وقد ظهر من هذا أن الغالب على روايات الكتاب الصحة، اللهم إلا في مواضع يسيرة نبه عليها.
وكذلك ما أودعه فيه من بعض الترجيحات فالغالب أنه كان موفقًا فيها، وإلا انتقده وبين وجه الصواب الذي يوافقه الدليل. لم يدخر وسعًا في ذلك مما يحتاجه الكتاب، وتسمح به الحواشي.
والله أسأل أن يجعل له قبولًا ونفعًا، إنه سميع مجيب.