كان لا بد أن يبلغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- تلك الرسالة الغالية التي حملها إلى الناس نذيرًا لمن خالف بالعقاب، وبشيرًا لمن أطاع بالثواب، ومبينًا للناس طريق الحق الذي يوصلهم إلى الخير وينأى بهم عن الشر والضلال، فاستجاب له جماعة من أقربائه وأصدقائه الذين أراد الله لهم الخير والهداية، وهؤلاء هم السابقون الأولون ومنهم خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وعلي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- وزيد بن حارثة مولى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأم أيمن حاضنته، وهؤلاء من عشيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأقربائه، ومنهم أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود، وغير هؤلاء ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه١.
١ وقصص إسلامهم جميعهم صحيحة، وأكثرها مخرج في كتب الفضائل، والخلاف الواقع في تعيين أول من أسلم، أصح ما يقال فيه، أن خديجة أول من أسلم إطلاقًا، ثم من الرجال أبو بكر الصديق، ومن الفتيان علي. وانظر "الكامل" ٢/ ٢٣٧ وما بعدها. و"المواهب" ١/ ٢٥ وما بعدها، و"البداية" ٢/ ٢٤ وما بعدها. و"دلائل البيهقي" ٢/ ١٦٠ وما بعدها.