للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حابس الفيل]

وحينما وصل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى ثنية المرار١ بركت القصواء -وهي ناقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فزجروها فلم تقم، فقالوا: خلأت القصواء٢، فقال -صلى الله عليه وسلم: "ما خلأت وما ذلك لها بخلق٣، ولكن حبسها حابس الفيل٤. والذي نفس محمد بيده: لا تدعوني قريش لخصلة٥ فيها تعظيم لحرمات الله إلا أجبتهم إليها".

ولا شك أن هذه الكلمة من الرسول -صلى الله عليه وسلم- تشير إلى معنى كريم فطن إليه المسلمون واطمأنت إليه نفوس الكثير منهم، وهو أن الله لا يريد للمسلمين أن يؤدوا نسك العمرة في هذه المرة، ومن أجل ذلك حبس الناقة عن المضي إلى الكعبة، وبذلك كف أيدي قريش عن المسلمين، كيلا تنتهك حرمات البيت الذي


١ بضم الميم، وتخفيف الراء، مكان قرب الحديبية.
٢ القصواء: اسم الناقة، وخلأت: أي حرنت فلم تعد تأتمر بأمر صاحبها.
٣ أي ليس من عادتها وطبعها.
٤ أي حبسها ومنعها من الحركة الذي حبس الفيل ومنعه، وهو الله تعالى، يريد أنه منعها من ذلك لأمر مهم أراده.
٥ أو لخطة، كما في روايات أخرى.

<<  <   >  >>