وهذا مشهد رهيب في ميدان المعركة الكبرى، يتجلى فيه الصراع المرير بين العقيدة والعاطفة. إنه وَلَدٌ مسلمٌ مؤمنٌ يقفُ في صفوف المقاتلين المسلمين وأمامه والده المشرك يقف في صفوف المقاتلين المشركين، أما الوالد فهو عتبة بن ربيعة، وأما الولد فهو أبو حذيفة بن عتبة.. وها هو ذا أبو حذيفة ينظر إلى والده عتبة بعينين تفيضان بالأسى، وتقطران من الحزن واللوعة، إنه يعرف لأبيه فضله، ويقدر له رأيه وعقله، وكان يتمنى أن يفيق أبوه من سكرته، فيترك عبادة الأصنام، ولقد أخذ الولد يتوسل لأبيه ويناديه أن يفيء إلى الحق، ولكن الوالد الجاحد المعاند يظل سادرًا في الغي والضلالة، حتى يسلمه غيه وضلاله إلى