للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم]

[مدخل]

...

[وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم]

وقد جعل الله الذي يقدر الليل والنهار حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- موقوتة بإتمام رسالته، فلما تمت الرسالة ونزلت الآية الكريمة:

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً} ١.

كان ذلك آية على أن اليوم الذي قدره الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- في هذه الدنيا يوشك أن تغرب شمسه، وقد أحس الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- بذلك، فجلس على المنبر في أخريات أيامه وقال لأصحابه٢: "إن عبدًا خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده".

فبكى أبو بكر حينما سمع هذا الكلام وقال: يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا.

فأثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أبي بكر وقال:

"إن أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، فلو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام".

ثم بدأت أعراض المرض تظهر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أواخر صفر من السنة


١ سورة المائدة، الآية ٣.
٢ أخرجه مالك والشيخان والترمذي وغيرهم، وانظر طرقه وألفاظه في "إتحاف السادة المتقين" ١٠/ ٢٨٧ و"صحيح البخاري" ٥/ ٧٣، و"سنن الترمذي" ٣٦٦٠، و"مصنف عبد الرزاق" ٩٧٥٤، و"فتح الباري" ١٠/ ٥٦٩، وغير ذلك.

<<  <   >  >>