للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الإسراء والمعراج]

وبين هذه العواصف العنيفة والأخطار المخيفة التي كانت تحيط بمحمد -صلى الله عليه وسلم- تمتد يد الرحمن بالرحمة والخير والحنان، وتحتضن العناية الإلهية محمد -صلى الله عليه وسلم- لترتفع به إلى أسمى مكان ... ويقع حادث الإسراء والمعراج تكريمًا من الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ليكون في ذلك عوض أي عوض عما لحقه من أذى المشركين وعنتهم، وما أصابه من آلام ومتاعب في طريقه الشاقة إلى غايته الكريمة {ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً} ١.

ولقد وقع الإسراء والمعراج في السنة الثانية عشرة من البعثة النبوية، وفي الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب كما هو المشهور٢.

ولقد ثبت الإسراء بصريح القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى:


١ سورة النساء الآية ٧٠.
٢ وقيل: من ربيع الأول، وقيل غير ذلك، وقد اختلفوا في السنة أيضًا وانظر "فتح الباري" ٧/ ٢٠٣، و"المواهب اللدنية" ١/ ٢٧٣، و"دلائل النبوة" ٢/ ٣٥٤ للبيهقي، وغير ذلك ملخص ما قالوه:
قال الزهري: كان الإسراء بعد المبعث بخمس سنين، وقيل عنه أيضًا، قبل الهجرة بخمس ورجح الأول القاضي عياض، والقرطبي، والنووي.
وقيل: قبل الهجرة بسنة، قاله ابن حزم وادعى فيه الإجماع.
وقيل: قبل الهجرة بسنة وخمسة أشهر -أي: في شوال قاله السدي، أخرج ذلك عنه الطبري والبيهقي.
وقيل: كان في رجب حكاه ابن عبد البر، وابن قتيبة.
وقيل: كان قبل الهجرة بسنة وثلاثة أشهر -أي: في ذي الحجة- وبه جزم ابن فارس.
وقيل: قبل الهجرة بثلاث سنين، ذكره ابن الأثير.
وقيل: في السابع والعشرين من رجب واختاره الحافظ المقدسي.

<<  <   >  >>