للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حديث الإفك]

وهو حديث الزور والبهتان في كل زمان ومكان، وقصة السيدة عائشة فيه هي قصة كل مظلوم يُرمى بالشر وهو بريء، وتنطلق حوله شائعات السوء وهو غير مسيء، حتى إذا ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه لجأ إلى ربه بالدعاء، فصعدت دعوته إلى الله لا يصدها حجاب، ولا تغلق دونها أبواب، وجعل الله له من الضيق فرجًا ومخرجًا.

ولا نجد في هذا المجال تعبيرًا أصدق، ولا تصويرًا أبلغ من تعبير السيدة عائشة نفسها وتصويرها لهذا الحادث الرهيب، وهذه المأساة العنيفة، وإليكم ما ذكره الإمام البخاري في صحيحه عن ذلك١..

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد سفرًا أقرع بين


١ "صحيح البخاري" ٢٦٦١، وانظر "فتح الباري" ٨/ ٤٥٢، ٥/ ٢٦٩، وكذلك أخرج الحديث مسلم في صحيحه ص ٢١٢٩ وغيرهما.
وانظر قصة الإفك في "سيرة ابن هشام" ٣/ ٢٥٤، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٦١٠، و"مغازي الواقدي" ٢/ ٤٢٦، و"الدرر في اختصار المغازي والسير" ص ١٩٠، و"عيون الأثر" ٢/ ٢٨، و"البداية" ٤/ ١٦٠، و"دلائل النبوة" للبيهقي ٤/ ٦٣، و"المواهب اللدنية" ١/ ٤٤٣، و"منتقى القاري" ص ٢٧٨، و"الكامل في التاريخ" ٢/ ١٣٢، وغير ذلك.

<<  <   >  >>