للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[السموات السبع]

قد يتساءل بعض الناس عن حقيقة السموات السبع وهل هي من الكواكب الموجودة في هذا الكون الذي تتجدد -على مدى الأيام- عجائبه؟ أم أنها أجسام شفافة مبنية لها حوائط ونوافذ وأبواب، وبين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام؟ أم هي طبقات من الفضاء بعضها فوق بعض؟ أم هي شيء وراء ذلك كله؟

ومن الخير لنا أن نقف عند النصوص القاطعة وحدها، وألا نطلق العنان للخيال، أو نمعن في بحث ليس لنا فيه مجال، فالسموات حقيقة ثابتة لا ريب فيها، ولكن من أي شيء بنيت؟ وبأي كيفية رفعت؟ وعلى أية صورة رسمت؟ إلى غير ذلك من التفصيلات الدقيقة. كل ذلك لا داعي إلى الخوض فيه، فإن الإحاطة به مردها إلى العليم الحكيم الذي بناها، ورفع سمكها فسواها ... فقف أيها السائل عند حدك، ولا تخض لجة البحر العميق فتهلك ... فكم من أناس تمادوا مع هذا التيار فغرقوا، وكم من فلاسفة حاولوا أن يكشفوا هذه الأستار فاحترقوا، وتذكر أيها السائل قول القائل:

تاه الأنام بسكرهم ... فلذاك صاحي القوم عربد

من أنت يا رسطو١ ومن ... أفلاط قبلك قد تفرد

ما أنتم إلا الفرا ... ش رأى السراج وقد توقد


١ يريد الفيلسوف "أرسطو" فحذف الألف لضرورة الوزن، وكذلك فعل في "أفلاطون".

<<  <   >  >>