وكان من الطبيعي أن يقع هذا النبأ الأليم في نفوس المسلمين موقع الصاعقة، وأن تصطدم به قلوبهم صدمة عنيفة بلغ من عنفها أن ابتلي بها بعض المؤمنين وزلزلوا زلزالًا شديدًا، حتى كذب بعضهم هذا النبأ١، وصمت البعض عن الكلام فكان يذهب ويجيء ولسانه معقود، وخلط البعض في كلامهم فكانوا يهرفون بما لا يعرفون.
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فيمن كذب بموت الرسول -صلى الله عليه وسلم- فخرج على الناس وقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يمت، وإنه سوف يرجع ليقطع أيدي وأرجل رجال من المنافقين يتمنون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الموت. وإنما واعده الله -عز
١ وهذا يؤيد ما قدمناه من ضعف الحديث الوارد في الخطبة التي ساقها المؤلف.