٢ قلت: عادة كثير من المؤرخين أنهم يوردون الواقعة ولا يتكلمون عليها فيقولون مثلًا من حرِّ كلامهم: وكان الغلبة فيها للمسلمين، أو نحو هذا، ولكن يقتصرون على ذكر الواقعة، ولعله لأجل ذلك لم يقف المؤلف ربما على من ذكر ذلك نصرًا. نعم، في كلام بعض المتأخرين ما يفهم منه أنه رأى أُحدًا فيها هزيمة للمسلمين. والرأي عندي أن مرد ذلك بالنظر للمعركة، دون تاليتها التي هي حمراء الأسد، والتي هي على الحقيقة تكملة لغزوة أحد، بدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يخرج معنا إلا من شهد أُحدًا بالأمس" كما سيأتي ذكر ذلك، وأنهم خرجوا للقاء المشركين الذين لما سمعوا بهم رجعوا فارين لمكة بعد أن كانوا عزموا على لقاء المسلمين. فهذه كانت بمثابة الجولة الأخيرة من المعركة. لكن على كل حال لا بأس بإيراد بعض النقول التي مفادها أن ثمة من جعل أُحدًا نصرًا..................... =