٢- قول الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٧/ ٣٤٧ هو يتكلم عن بعض فوائد غزوة أحد: أ- فيها تعريف المسلمين سوء عاقبة المعصية ... ب- وأن عادة الرسل أن تبتلى وتكون لها العاقبة ... ج- وأن تأخير النصر في بعض المواطن يكون هضمًا للنفس وكسرًا لشماختها، فلما ابتلي المؤمنون صبروا وجزع المنافقون.. انتهى. قلت: فهذا يفهم منه ما كنت قدمته. ٣- قول معبد بن أبي معبد الخزاعي لأبي سفيان، يخبره بأنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحمراء الأسد وقد رجع لقتال قريش ومن معها، فإنه قال أبياتًا يصف فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن معه: ترى بأسد كرام لا تنابلة ... عند اللقاء ولا ميل معازيل فظلت عدوًا أظن الأرض مائلة ... لما سمعوا برئيس غير مخذول "البداية" ٤/ ٥٠ عن ابن إسحاق وغيره. فانظر قوله: غير مخذول. ٤- وفي شعر كعب بن مالك يصف معركة أحد: فلما تلاقينا ودارت بنا الرحا ... وليس لأمر الله فينا مدفع ضربناهم حتى تركنا سراتهم ... كأنهم بالقاع خشب مصرع لدن غدوة حتى استفقنا عشية ... كأن ذاكرنا حر نار تلفع وراحوا سرعًا موجعين كأنهم ... جهام هراقت ماءه الريح مقلع ورحنا وأخرانا كأننا أسود على لحم ببيشة ضلع "البداية" ٤/ ٥٤. ٥- وفي شعر حسان: طاوعوا الشياطين إذ أخزاهم ... فاستبان الخزي فيهم والفشل "البداية" ٤/ ٦٠ وغير ذلك. وانظر سياقات غزوة حمراء الأسد لا سيما عند ابن سعد ١/ ٣٢٣ ترتيب طبقاته. وعلى كل حال، فإن الله -تبارك وتعالى- قال: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} جاء في التفسير أن القرح للمسلمين كان بأحد، وللمشركين ببدر، فهذه حجة لمن اقتصر في النظر على أحد دون حمراء الأسد. وقال تعالى أيضًا: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} . وانظر آخر تعليق على هذه الغزوة.