للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشقي: ما رواه البخاري١ في صحيحه قال: بينما يصلي النبي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر، حتى أخذ بمنكبه، ودفعه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُم} ٢.

وكان الأسود بن عبد المطلب ابن عم السيدة خديجة كان هو وحزبه إذا مر عليهم المسلمون يتغامزون بهم سخرية واستهزاء. وفيهم نزل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ، وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} ٣.

وكان الوليد بن المغيرة عم أبي جهل من أكابر قريش في المركز الاجتماعي والمادي، وكان كذلك من أكابر المجرمين الذين كادوا للرسول صلوات الله وسلامه عليه٤.

سمع القرآن مرة من النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لقومه: والله لقد سمعت من محمد كلامًا، ما هو من كلام الإنس ولا الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو وما يعلى عليه.


١ صحيحه رقم ٣٦٧٨، وانظر "فتح الباري" ٧/ ٢٢، ٧/ ١٦٥، ٨/ ٥٥٣. و"دلائل النبوة" ٢/٢٧٥ للبيهقي، وما ذكرت من مراجع هذا الفصل فيما مضى.
٢ سورة المؤمنون، الآية ٢٨.
٣ سورة المطففين، الآيتان: ٢٩-٣٠.
وقد روي عن ابن عباس قال: "الذين أجرموا": الوليد بن المغيرة، وعقبة بن أبي معيط، والعاص بن وائل، والأسود بن عبد يغوث، والعاص بن هشام، وأبو جهل، والنضر بن الحارث. "تفسير القرطبي" ٢٠/ ٢٦٧، و"مجمع الزوائد" ٧/ ٤٧ وقد ذكره في تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} . وقد ذكر فيهم الأسود بن المطلب وهو الصواب كما عند ابن الأثير ٢/ ٤٦- ٤٧ أيضًا وغيره.
٤ انظر الحاشية السابقة.

<<  <   >  >>