للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله شيء تقرؤه علي؟ قال جعفر: نعم، وتلا عليه سورة مريم من أولها إلى قوله تعالى: {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً، وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} ١.

فقال النجاشي: إن هذا هو ما جاء به موسى، وسيدنا يسوع المسيح، انطلقا فوالله لا أسلمهم أبدًا٢.

وحينئذٍ عاد عمرو وصاحبه إلى مكة دون أن ينجحا في مهمتهما. وعاش المسلمون إلى جوار النجاشي في أمن وسلام، واستقروا إلى أن كانت الهجرة الكبرى إلى المدينة.


١ سورة الإسراء، الآيتان ٣٢-٣٣.
٢ أخرج ذلك جماعة، منهم الإمام أحمد في "المسند" ١/ ٤٦١ بسند رجاله ثقات، عن عبد الله بن مسعود، وكذلك جاءت رواية قصة جعفر من روايته نفسه، ومن رواية عمرو بن العاص ومن رواية أم سلمة، كما سرد جميع ذلك الحافظ ابن كثير في "البداية" ٣/ ٧٠-٧١-٧٢، وأسند بعض ذلك البيهقي في "الدلائل" ٢/ ٢٩٤-٢٩٥ وغيره.
والقصة باجتماع الطرق صحيحة لا مطعن فيها، وانظر "مجمع الزوائد" ٦/ ٢٤-٢٧.
فائدة: وقع في بعض الروايات أن وفد قريش للنجاشي وقع بعد الهجرة الأولى. والمشهور هو الثاني.

<<  <   >  >>