ورأيت الطبراني أخرج القصة من طريق محمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر قال: لما توفي أبو طالب خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف ماشيًا على قدميه، فدعاهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، فانصرف فأتى ظل شجرة فصلى ركعتين ثم قال: "اللهم ... فذكر الدعاء. وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٦/ ٣٠ وقال: رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة وبقية رجاله ثقات. انتهى. قلت: عد عنعن هنا، وانظر السند عند الطبراني ٢٥/ ٣٤٦ وهذه الروايات يقوي بعضها بعضًا. ومن عجيب ما وقفت عليه قول القرطبي في تفسيره من سورة الأحقاف ١٦/ ٢١٠ {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ ... } [الأحقاف: من الآية: ٢٩] قال: قال المفسرون: ابن عباس، وسعيد بن جبير ومجاهد وغيرهم: لما مات أبو طالب -فذكر قصة خروجه إلى الطائف جميعها، وفيها الدعاء المذكور. ولم أر من أسند ذلك عنهم. وثمة في أخبار خروجه -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف أحداث لم أر إلا النادر من كتب السيرة تتحدث عنها، منها: دخوله -صلى الله عليه وسلم- على رقيقة، وأمره لها بترك عبادة الطواغيت، والحديث في "كبير الطبراني" ٦٤٣١ بسند ضعيف. ومنها: قراءته -صلى الله عليه وسلم- سورة والسماء والطارق حتى ختمها، رواه الإمام أحمد في مسنده ٤/ ٣٣٥ من حديث خالد العدواني. ومنها: حديث جبريل وعرضه على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يطبق على أهل الطائف الأخشبين -الجبلين- وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا" أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث عائشة كما في "البداية" ٣/ ١٣٧.