للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِه} ١.

وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وأهله والناس أجمعين" ٢.

وكان منهم: خبيب بن عدي، وقد حاولوا أن يردوه عن إسلامه إلى الكفر، فأبى عليهم ذلك، وقدم روحه فداء لدينه.

وقد روي عنه أنه قال حينما علم أن القوم قد أجمعوا أمرهم لصلبه:

إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي ... وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي

وقد خيروني الكفر، والموت دونه ... وقد هملت عيناي من غير مجزع

ولست أبالي حين أقتل مسلمًا ... علي أي جنب كان في الله مصرعي٣

وكان أشد من ذلك عنفًا وقسوة ما أصيب به المسلمون في يوم بئر معونة فقد استشهد منهم في هذا اليوم سبعون، قتلوا غدرًا وغيلة بأيدي قبائل: رعل، وذكوان، والقارة، وقد حزن الرسول -صلى الله عليه وسلم- على هؤلاء الشهداء الأبرار، ومكث شهرًا كاملًا يدعو على هؤلاء المعتدين الآثمين، الذين ارتكبوا هذه الجرائم المنكرة٤.


١ سورة التوبة، الآية ٢٣، ٢٤.
٢ أخرجه البخاري ١٥، ومسلم ٤٤ من حديث أنس بن مالك.
٣ ذكر هذه الأبيات ومعها غيرها ابن إسحاق كما في "البداية" ٤/ ٦٧. على أنه قد صح في "البخاري" ٣٨٥٨ أنه قال:
ولست أبالي حين أقتل مسلمًا ... على أي شق كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلوٍ ممزعِ
٤ صحت قصتهم عند البخاري ٣٨٦٠، ومسلم ٦٧٧ وغيرهما.

<<  <   >  >>