كتابهم المحرف موضع فخرهم ومناط شرفهم، مع ما يتضمنه من مبادئ تبعد بهم عن كل فضيلة، وتغريهم بالدس والكذب والاختيال والفسق والفجور، والانحلال والجبن والذلة والمسكنة، والغدر والخيانة والانحرافات الدينية والخلقية والاجتماعية، والسرقة والسلب والنهب وعبادة الذهب، فهم يستبيحون ذلك كله ما داموا يحققون لذاتهم ويرضون نهمهم ومطامعهم في جمع المال من أي طريق، وبأية وسيلة١.
ولم يكتف اليهود بما ورد في تلكم التوراة التي وضعوها بأيديهم كما يشاءون. بل أخذوا يفسرونها -وهي الزائفة المحرفة- حسب أهوائهم وشهواتهم وتوسعوا في شرحها وحولوها إلى تعاليم محددة وقد أخذوا هذه التفسيرات من مصدرين أساسيين هما: تلمود أورشليم وكان موجودًا في فلسطين سنة ٢٣٠م، والثاني تلمود بابل وكان موجودًا في بابل سنة ٥٠٠م، وقد زيد عليهما بعد ذلك، وتتوالى الزيادة بتوالي الأزمنة والعصور. وهم يقدسون التلمود ويعتبرونه أهم من التوراة، ويقولون فيه: إن من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت وأنه لا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود وتمسك بالتوراة وحدها، لأن أقوال علماء التلمود -كما يزعمون- أفضل ما جاء في شريعة موسى.
١ انظر كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون والخطر اليهودي" لمحمد خليفة التونسي، المؤلف.