للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا رب إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا

قد كنتم ولدًا وكنا والدا ... ثم أسلمنا فلم ننزع يدا

فانصر هداك الله نصرًا أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا

فيهم رسول الله قد تجردا ... في فيلق كالبحر يجري مزبدا

إلى أن قال:

إن قريشًا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا

وزعموا أن لست أدعو أحدا ... وهم أذل وأقل عددا

هم بيتونا بالوتير هجدا ... وقتلونا ركعًا وسجدا

فأجابه الرسول -صلى الله عليه وسلم- قائلًا:

"نصرت يا عمرو بن سالم".... ١.

ثم قام من فوره ليعد للأمر عدته، وليقوم بواجب الوفاء نحو خزاعة -وبين هذا الوفاء من جانب الرسول -صلى الله عليه وسلم- والغدر من جانب بكر وقريش ستكون الحكمة البالغة والآية الكبرى، حيث يريد الله أن ينتصر الحق ويؤتي ثماره الطيبة، ويتداعى الباطل وتزلزل بنيانه، وإن في ذلك لعبرة.

إن الوفاء بالعهود والمواثيق يكاد يكون في حياة الأمم والشعوب حبرًا على ورق، بل إنه لأقرب إلى الوهم والخيال منه إلى الحقيقة والواقع.

وهذا هو الذي جعل الإنسانية تشقي دائمًا بالثورات والفتن والمعارك الدامية،


١ ووقع عند الطبراني في "المعجم الصغير": أنه رأى راجز خزاعة يستصرخ -في الرؤيا- ويزعم أن قريشًا أعانت عليهم بني بكر.
قلت: والظاهر أنه حصل له ذلك، ثم جاء عمرو بمثل ما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم.

<<  <   >  >>