للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد نزل في ذلك قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ، وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} ١.

ومنها معجزة نبع الماء من بين أصابعه، ومعجزة تكثير الطعام القليل ببركته، ومعجزة الإسراء والمعراج، ومعجزة شق الصدر. وقد أشرنا إلى الكثير من ذلك في ثنايا الكتاب٢.

وأما عن شمائله صلوات الله وسلامه عليه فهي الخلق العظيم الذي وصفه الله


= ابن مسعود قال: انشق القمر فرأيته فرقتين. علقه البخاري في صحيحه بسياق يؤيد رواية ابن عباس. وكان أخرجه هو ومسلم مختصرًا.
وانظر فتح الباري ٨/ ١٨٣ فقد ذكر لحديث ابن عباس رواية أخرى بسياق آخر من وجه ضعيف وعزاه لجماعة منهم ابن منده في المعرفة ١/ ٦٥. وأخرج الشيخان عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأله أهل مكة أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر.
والحاصل أن معجزة انشقاق القمر ثابتة لا مرية فيها.
وانظر جامع الأصول رقم ٨٩٣٣ وما بعده.
١ سورة القمر، الآيات ١-٢-٣.
٢ نعم، تكلم وتكلمنا معه على حادثتي الإسراء والمعراج، وشق الصدر، وأما نبع الماء وتكثير الطعام فلم يعرج المؤلف عليهما من قبل، وهما صحيحتان، ووقعتا في أكثر من مرة، وانظر كذلك في مسألة تكثير الطعام دلائل النبوة للبيهقي ٦/ ٨٣ وما بعدها، فقد ذكر تكثير الطعام في مواضع، منها:
أ- عند أبي طلحة الأنصاري لمَّا دعاه للطعام.
ب- عند أبي أيوب الأنصاري.
ج- في خيمة أم معبد، وقد مضى ذلك في سياق الهجرة.
وغير ذلك.
وانظر في هذا أيضًا صحيح البخاري ٣٣٧، ومسلم ٦٨١، ٦٨٢.
وأما نبع الماء فقد تكرر أيضًا في أكثر من مرة.
فصح عند البخاري ١٦٧، ومسلم ٢٢٧٩ عن أنس، وعندهما كذلك ٣٣٨٣، ١٨٥٦ عن جابر وذلك في الحديبية، وكذلك عن البراء بن عازب عند البخاري ٣٣٨٤، وفي الباب أحاديث كثيرة.

<<  <   >  >>