للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما تم حمل آمنة ووضعت ولدها جاء البشير إلى جده عبد المطلب فأخبره بهذا النبأ العظيم ففرح عبد المطلب بهذه البشرى وأقبل مسرورًا وحمل الوليد الصغير بين يديه، وذهب به إلى الكعبة ليباركه. وتذكر الروايات أنه حينئذٍ أخذ يقول:

الحمد لله الذي أعطاني ... هذا الغلام الطيب الأردان

قد ساد في المهد على الغلمان ... أعيذه بالبيت ذي الأركان

أعيذه من شر ذي الغلمان ... من حاسد مضطرب العيان١

ثم سماه محمدًا، ولم يكن هذا الاسم شائعًا عند العرب قبل ذلك٢ ولكن


١ "الوفا بأحوال المصطفى" ١/ ١٦٢ لابن الجوزي و "الروض الأنف" ١/ ١٨٤ للسهيلي، وذكر أبياتًا أخرى لم يذكرها المؤلف، في آخرها: "أحمد مكتوب البيان".
٢ قال ابن سعد في "الطبقات": ١/ ١١١-١١٢ بأن العرب كانت تسمع من أهل الكتاب ومن الكهان أن نبيًّا يبعث من العرب اسمه محمد. فسمى بعض العرب أبناءهم محمدًا طمعًا بذلك وأسند ذلك عن سعيد بن المسيب ثم ذكر منهم محمد بن خزاعي، ومحمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد الجشمي في بني سواءة، ومحمد الأسيدي، ومحمد الفقيمي.
وأسند ذلك عن ابن إسحاق وغيره.
وقال السهيلي في "الروض" ١/ ١٨٢ هم ثلاثة -بحسب ما قال ابن إسحاق: محمد بن سفيان بن مجاشع، والآخر: محمد بن أحيحة بن الجلاح، ومحمد بن حمران بن ربيعة.. انتهى.
قلت: فعند السهيلي غير من ذكر ابن سعد أيضًا، ومن تتبع وجد أثر من ذلك.

<<  <   >  >>