للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأخبراها القصة.

فطمأنتهما آمنة قائلة: إن لابني هذا لشأنًا، فلم أكن أحس أثناء حلمه بشيء مما تجد الحوامل، وقد رأيت وأنا أحمله كأن نورًا خرج مني فأضاء لي قصور الشام١.

ثم طلبت إليها أن تعود به إلى البادية مرة ثانية.

فعادت به حليمة، وظل معها حتى قارب الخامسة من عمره٢.

وتروي كتب السنة والسيرة وقوع هذه الحادثة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء والمعراج.

فلقد روى الإمام أحمد والإمام مسلم٣ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "فرج


١ هذا الحديث في "مسند أبي يعلى" ٢/ ٢٢٣، و"سيرة ابن هشام" ١/ ١٧١، و"الروض الأنف" ١/ ١٨٧ وما بعدها، و"صحيح ابن حبان" رقم ٦٣٣٥، و"السيرة النبوية" لابن عساكر ٧٤: ٧٦، و"المعجم الكبير" للطبراني ٥٤٥٢٤، و"دلائل النبوة" لأبي نعيم ٩٤، و"تاريخ الأمم والملوك" ٢/ ١٥٨ للطبري، و"دلائل النبوة" ١/ ١٣٣ وما بعدها، و"البداية والنهاية" ٢/ ٢٧٣، وغيرهم، وقد صحح هذا الحديث جماعة وحسنه آخرون.
وقال في "مجمع الزوائد" ٨/ ٢٢٠ رجاله ثقات.
ونقل ابن حجر في "الفتح" ٧/ ٣٩٤ تصحيح ابن حبان وأقره.
قلت: والحديث بشواهده لا ينزل عن درجة الحسن. وقد جاء من وجه آخر بزيادة كثيرة فيها محمد بن زكريا الغلابي أحد الضعفاء، كما روى ذلك البيهقي في "الدلائل" ١/ ١٣٩ وغيره.
وقد قال الحافظ ابن كثير في "البداية" ٢/ ٢٧٥ بعد إيراده بطوله:
وهذا الحديث قد روي من طرق أخر، وهو من الأحاديث المشهورة المتداولة بين أهل السيرة والمغازي، ثم ذكر بعض هذه الشواهد.
٢ نقله السهيلي في "الروض الأنف" ١/ ١٩٣ عن ابن عبد البر، وقال: ولم تره بعد ذلك إلا مرتين.
٣ بل الحديث عند الشيخين وطائفة وانظر: "صحيح البخاري" ١/ ٩٧، ٢/ ١٩١، ٤/ ١٦٥، و"صحيح مسلم" كتاب الإيمان ٢٦٣، "مسند أحمد" ٥/ ١٢٢، ٥/ ١٤٣، و"صحيح أبي عوانة" ١/ ١٣٣، و"شرح السنة" للبغوي ١٣/ ٣٤٥، وغير ذلك. وقد أخرج حديث شق الصدر عن جماعة من الصحابة، كما سيأتي تفصيل في ذلك.

<<  <   >  >>