حسن عن ابن عباس، ورواه الترمذي في الشمائل أيضا وابن ماجه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر ويُجِفُّ الدمع وينبت الشعر، وفي الشرح الكبير للمناوي عند الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر مذهبة للقذى مصفاة للبصر، قال وفي معنى هذا ما رواه الضحاك في كتاب الشمائل له عن علي مرفوعا أمرني جبريل بالكحل وأنبأني أن فيه عشر خصال يحلو البصر ويذهب بالهم ويلحس البلغم ويحسن الوجه ويشد الأضراس ويذهب النسيان ويذكي الفؤاد، ورواه أحمد عن عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري عن أبيه عن جده بلفظ اكتحلوا بالإثمد المروَّح فإنه ينبت الشعر، ورواه ابن النجار عن جابر بلفظ اكتحلوا بالإثمد عند النوم فإنه يجف الدمعة وينبت الشعر.
٤٩٥ - (أكثر أهل الجنة البُلْه) رواه البيهقي والبزار والديلمي والخلعي بسند فيه لين عن أنس رفعه، وله شاهد عند البيهقي من حديث مصعب بن ماهان عن جابر، لكن قال عقبة إنه بهذا الإسناد منكر، وقال القاري في الموضوعات وصححه في التذكرة وليس كذلك، بل قال ابن عدي أنه منكر انتهى، وقال فيها أيضا وروى بزيادة وعِّلّيون لذوي الألباب ولم يوجد لها أصل، كما قال العراقي بل هي مدرجة من كلام أحمد بن أبي الحُوَّاري انتهى، وأقول لكنه في التذكرة ذكرها من غير تعقب، وجاء عن سهل التُسْتَري في تفسيره البله بأنهم الذين وَلِهت قلوبهم وشُغلت بالله عز وجل، وعن أبي عثمان: الأبله هو الأبله في دنياه الفقيه في دينه، وروى البيهقي عن الأوزاعي أنه قال هو الأعمى عن الشر البصير بالخير، ومثله قول القرطبي هم البله عن معاصي الله، وقال في النهاية البله هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها وأقبلوا على آخرتهم فشغلوا أنفسهم بها فاستحقوا أن يكونوا أكثر أهل الجنة، فأما الأبله وهو الذي لا عقل له فغير مراد في الحديث وأنشدوا: ولقد لهوت بطفلة ميالة ... بلهاء تطلعني على أسرارها