الله صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى ناسا يكشرون - بالشين المعجمة - أي يضحكون فقال لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات الموت وأنه لم يأت على القبر يوم إلا وهو يقول أنا بيت الوحدة وبيت الغربة أنا بيت التراب أنا بيت الدود، ولفظه عنه عند العسكري دخل النبي صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى ناسا يكشرون فقال إما إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى الموت فأكثروا ذكر هادم اللذات، زاد النجم عقب اللذات الموت فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود - الحديث انتهى، وقال رواه الترمذي وحسنه والبيهقي عن أبي سعيد، وأخرجه العسكري عن أنس بلفظ أكثروا ذكر الموت فإنكم إن ذكرتموه في غنى كدره عليكم وإن ذكرتموه في ضيق وسعه عليكم، الموت القيامة إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته يرى ما له من خير وشر، وفي لفظ لأنس عند ابن أبي الدنيا بسند ضعيف جدا أكثروا من ذكر الموت فإنه يمحص الذنوب ويزهد في الدنيا، وفي لفظ له عند البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يضحكون ويمزحون فقال أكثروا ذكر هادم اللذات، وفي لفظ لابن عمر مرفوعا عند البيهقي أيضا أكثروا ذكر هادم اللذات فإنه لا يكون في كثير إلا قلله ولا في قليل إلا كثره، وروي عن معبد الجهني أنه قال ذكر الموت يطرد فضول الأمل ويكف غرب التمني ويهون المصائب ويحول بين القلب وبين الطغيان، ورواه الديلمي عن أبي هريرة بلفظ أكثروا ذكر الموت فما من عبد أكثر ذكره إلا أحيا الله تعالى قلبه وهون عليه الموت.
٥٠١ - (أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء واليومُ الأغرِ فإن صلاتكم تعرض علي) قال في الأصل رواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي مودود عن أبي هريرة مرفوعا وقال تفرد به أبو مودود عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة وله شواهد بينتها في القول البديع، منها ما رواه ابن بشكوال بسند ضعيف عن عمر بن الخطاب مرفوعا بزيادة فادعوا لكم واستغفروا لليلة الزهراء ليلة الجمعة واليوم