الله فذكر قصة طولها بعضهم وفيها فقالوا يا نبي الله لقد رأينا منك ما لم نره لأحد فقال نعم هذا كريم قوم فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، وروى العسكري بسند ضعيف عن عدي بن حاتم أنه لما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى إليه وسادة وجلس على الأرض فقال أشهد أنك لا تبغي علوا في الأرض ولا فسادا وأسلم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم الحديث، وللدولابي في الكِنى عن عبد الرحمن بن عبد قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم في مائة راجل من قومي فذكر حديثا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أكرمه وأجلسه وكساه رداءه ودفع إليه عصاه وأنه أسلم فقال له رجل من جلسائه إنا نراك أكرمت هذا الرجل فقال إن هذا شريف قومه وإذا أتاكم شريف قوم فأكرموه، وفي الباب عن جابر وابن عباس ومعاذ وأبي قتادة وأبي هريرة وأنس بن مالك وغيرهم، وبهذه الطرق يتقوى وإن كانت مفرداتها ضعيفة، ولذا انتقد الحافظ ابن حجر وشيخه العراقي الحكم عليه بالوضع، ويقرب من هذا ما رواه ابن عمر وأبو هريرة في حديث وإذا كانت عندك كريمة قوم فأكرمها.
١٨١ - (إذا أثْنىَ عليك جيرانك إنك محسن فأنت محسن وإذا أثْنىَ عليك جيرانك إنك مسئ فأنت مسئ) وسببه ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن ابن مسعود أنه قال قال رجل يا رسول الله متى أكون محسنا ومتى أكون مسيئا فذكره، ورواه الحاكم في المستدرك بمعناه عن أبي هريرة أنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل إذا أنا عملت به دخلت الجنة قال: كن محسنا قال: كيف أعلم أني محسن؟ قال: سل جيرانك فإن قالوا إنك محسن فأنت محسن وإن قالوا إنك مسئ فأنت مسئ، قال الحاكم على شرط الشيخين، ورمز السيوطي لحسنه.
١٨٢ - (إذا أحببتموهم فأعلموهم وإذا أبغضتموهم فتجنبوهم) قال النجم ليس بحديث وصدره في معنى ما بعده، وقال في المقاصد أما الشق الأول فهو معنى الحديث الذي بعده وكذا قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ إني أحبك وأما الشق الثاني فلا أعلمه وليس بصحيح على الإطلاق.