للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الأول: تعريف النكاح، وحكمه, وأركانه

وقبل أن ندخل في دراسة محتويات هذا الفصل نشير بإيجازٍ إلى بعض الأفضليات التي أعطتها الشريعة شيئًا من الاهتمام بين يدي العقد، وذلك مثل اختيار أفضل الأماكن والأزمان لعقد النكاح، ثم ما ينبغي على العاقدين من تقديم خطبتين -بضم الخاء- متبادلتين بين يدي العقد.

الأفضل في وقت النكاح ومكانه:

١- اتفق الفقهاء على استحباب عقد النكاح بالمسجد؛ لأنه أشرف البقاع، وهو المكان المختار من الشارع لتجمع المسلمين ليتفرغوا فيه لعبادة ربهم، فناسب أن يجعل مكانًا لبداية نشأة الأسرة المسلمة.

٢- واتفقوا أيضًا على استحبابة في يوم الجمعة, لأنه يوم شريف، وهو عيد المسلمين الأسبوعي، والبركة في النكاح مطلوبة, فاستحب له أشرف الأيام طلبًا للبركة١.

٣- واختلفوا في تحديد الساعة التي يستحب العقد فيها من يوم الجمعة، فذهب الأكثر إلى اختيار أن يكون العقد مساء الجمعة؛ لأن به ساعة الإجابة قبيل الغروب على ما يراه بعض العلماء, لذا يستحب أن يلتمس فضل هذا الوقت نظرًا لما يصاحب العقد من الدعاء بالبركة للزوجين, فيكون أرجى للقبول٢, ولكن بعض الفقهاء استحب عقده في صباح يوم الجمعة لحديث "اللهم بارك لأمتي في بكورها" ٣, ٤, وترك فريق ثالث الاختيار لظروف الطرفين العملية والعائلية


١ كشاف القناع جـ٥/ ٢٠.
٢ المقدمات جـ١/ ٤٨٢، ومواهب الجليل جـ٣/ ٤٠٧، ٤٠٨، وكشاف القناع جـ٥/ ٢٠.
٣ مسند الإمام أحمد جـ٣/ ٤١٦, وللحديث طرق أخرى, وهو مختلف في صحته.
٤ شرح النووي على صحيح مسلم جـ٩/ ٢٠٩.

<<  <   >  >>