للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجرور أضعف من المظهر المجرور للطف الضمير عن قيامه بنفسه، وليست الصلاة بمضمرة١؛ فتضعف ضعف هاء "عُدَّهُ"، فبقدر ضعف الشيء وحاجته إلى ما قبله ما٢ يكاد يُعتد جزءًا منه، فيَخلف جزءًا محذوفًا من جملته، فافهم ذلك.

وأما أصحابنا فعندهم أن الإقام مصدر أقمت كالإقامة، وليس مذهبنا فيه كما ظنه الفراء.

ومن ذلك قراءة ابن الزبير: "ولَأَرْقَصوا خِلالَكم"٣.

قال أبو الفتح: هذا هو معنى القراءة المشهورة التي هي: {وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ} ، يقال: وضع البعير يضع وأوضعته أنا أي: أسرعت به، وكذلك الرقْص والرقَص والرقَصان، يقال: رقص وأرقصته أنا، قال:

يا ليتني فيها جَذَعْ ... أَخُب فيها وأَضَعْ

كأَنني شاة صَدَعْ٤

وقال حسان:

بزجاجة رَقَصَت بما في دنِّها ... رقَصَ القَلوص براكب مستعجل٥

وفي الخبر: فإذا راكب يوضِع؛ أي: يحث راحلته. وقال جميل:

بماذا تردِّين امرأً جاء لا يرى ... كوُدِّكِ وُدًّا قد أَكلَّ وأوضعا٦

ولا يقال: رقص إلا للاعب أو للإبل، وشبهت الخمر بذلك.


١ في ك: مضمرة.
٢ ما زائدة.
٣ سورة التوبة: ٤٧، وفي تفسير البحر ٥/ ٤٩، وشواذ القراءات للكرماني ١٠١، قراءة أخرى لابن الزبير: "لأرفضوا" بالراء، من رفض: أسرع في مشيه رفضًا ورفضانًا، ثم استشهاد ببيت حسان الآتي: وفيه "رفضت" مكان "رقصت"، و"رفض" مكان "رقص".
٤ لدريد بن الصمة، ويُروى بعد البيت الثالث:
أقود وطفاء الزمع
ويُروى: "كأنها "مكان "كأنني". وشاة صدع: شابة قوية. انظر: التاج "جذع"، واقتصر في تفسير البحر ٥/ ٤٩ على البيتين: الأول والثاني.
٥ الديوان: ٨٠.
٦ لم أجده في ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>