للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: إن ذبح الأضحية وسيلة للتوسعة على النفس وأهل البيت وإكرام الجيران والأقارب والأصدقاء والتصدق على الفقراء. وقد مضت السنة منذ عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في التوسعة على الأهل وإكرام الجيران والتصدق على الفقراء يوم الأضحى، فقد ثبت في الحديث عن أنس ... - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من ذبح قبل الصلاة فليعد. فقال رجل: هذا يوم يشتهى فيه اللحم

وذكر هَنَةً من جيرانه فكأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عذره، وقال عندي جذعة خير من شاتين فرخص له النبي - صلى الله عليه وسلم - ... ) الحديث رواه البخاري ومسلم (١).

قال الحافظ ابن حجر: [قوله وذكر فيه هَنَةً بفتح الهاء والنون الخفيفة بعدها هاء تأنيث، أي حاجة من جيرانه للَّحم] (٢).

وجاء في حديث البراء - رضي الله عنه - قال: (خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر بعد الصلاة فقال: من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك، ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم. فقام أبو بردة بن نيار فقال: يا رسول الله لقد نسكت قبل أن أخرج إلى الصلاة وعرفت أن اليوم يوم أكل وشرب فتعجلت فأكلت وأطعمت أهلي وجيراني.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تلك شاة لحم. فقال: إن عندي عناقاً جذعةً وهي خيرٌ من شاتي لحم فهل تجزئ عني؟ قال: نعم، ولن تجزئ عن أحدٍ بعدك) رواه البخاري ومسلم، وأبو داود واللفظ له (٣).

فانظر إلى قول أبي بردة: (فأكلتُ وأطعمتُ أهلي وجيراني) فإنه يشير إلى ما ذكرت.

وجاء في الحديث أن عطاء بن يسار قال: (سألت أبا أيوب الأنصاري كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون حتى تباهى الناس فصارت كما ترى) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، ورواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهم، وقال الشيخ الألباني: صحيح (٤).


(١) صحيح البخاري مع الفتح ١٢/ ١١٦، صحيح مسلم بشرح النووي ٥/ ١٠٠ - ١٠١.
(٢) فتح الباري ١٢/ ١١٦.
(٣) صحيح البخاري مع الفتح ١٢/ ٩٨، صحيح مسلم بشرح النووي ٥/ ٩٩، سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود ٧/ ٣٥٦.
(٤) سنن الترمذي مع شرحه التحفة ٥/ ٧٥، سنن ابن ماجة ٢/ ١٠٥١، سنن البيهقي ٩/ ٢٦٨، إرواء الغليل ٤/ ٣٥٥.

<<  <   >  >>