للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصْلٌ:

في نظمِ قوْلِهِ: وَأصْلُ القَدَرِ سِرُّ اللهِ تعَالى في خَلْقِهِ، لمْ يَطَّلِعْ عَلى ذلِكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نبيٌّ مُرْسَلٌ، وَالتعَمُّقُ وَالنَّظَرُ فِي ذلِكَ ذَرِيعَةُ الخِذلانِ، وَسُلَّمُ الحِرْمَانِ، وَدَرَجَة الطغْيَانِ، فَالحَذَرَ كُلَّ الحَذَرِ مِنْ ذلِكَ نظَرًا وَفِكْرًا وَوَسْوَسَةً، فإنَّ اللهَ تعَالى طَوَى عِلْمَ القَدَرِ عَنْ أنَامِهِ، وَنهَاهُمْ عَنْ مَرَامِهِ، كَمَا قالَ اللهُ تعَالى فِي كِتَابِهِ: (لا يُسْأَلُ عَمَّا يُفعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) فمَنَ سَألَ: لِمَ فَعَلَ؟ فَقَدْ رَدَّ حُكْمَ الكِتَابِ، وَمَنْ رَدَّ حُكْمَ الكِتَابِ كَانَ مِنَ الكَافِرِينَ.

٧٦٤ - وَاعْلَمْ بأنَّ القَدَرَ المَقْدُورَا ... سِرٌّ غَدَا في خَلْقِهِِِ مَسْتُورَا

٧٦٥ - لمْ يَطَّلِعْ مِنْ مُرْسَلٍ عليْهِ ... أَوْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ لدَيْهِ

٧٦٦ - وَمَنْ يُفكِّرْ فيهِ مِنْ إنْسَانِ ... فَفِكْرُهُ ذَرِيعَةُ الخِذْلانِ

٧٦٧ - وَمَنْ يَكُنْ بأمْرِهِ تعَمَّقَا ... بسُلَّمِ الحِرْمَانِ حَقًّا ارْتقَى

٧٦٨ - دَرَجَةُ الطُّغْيَانِ عِنْدِي في النَّظَرْ ... فِيهِ لإدْرَاكِ حَقِيقةِ القَدَرْ

٧٦٩ - فَاحْذَرْ مِنَ الأفْكَارِ والهَوَاجِسِ ... وَلْتبْتَعِدْ فِيهِ عَنِ الوَسَاوِسِ

٧٧٠ - أَمْسِكْ عَنِ القَدَرِ عِنْدَ ذكْرِهِ ... فلا بُلُوغ مُطْلَقًا لِسِرِّهِ

٧٧١ - فقَدْ طَوَاهُ اللهُ عَنْ أَنَامِهِ ... كَمَا نهَى العِبَادَ عَنْ مَرَامِهِ

٧٧٢ - فَقَالَ لا أُسْألُ عَمَّا أفعَلُ ... وَالنَّاسُ عَنْ أفْعَالِهِمْ سَتُسْأَلُ

٧٧٣ - فَمَنْ يَسَلْ رَبِّي لمَاذَا فَعَلا ... يَرُدَّ حُكْمَ اللهِ جَلَّ وَعَلا

٧٧٤ - وَمَنْ يَرُدَّ حُكْمَهُ تعَالى ... فَلا أَرَى في كُفْرِهِ جِدَالا

٧٧٥ - تَنَزَّهَتْ أَفْعَالُهُ عَنِ العَبَثْ ... فلا تلُمْ رَبَّكَ فِيمَا قدْ حَدَثْ

٧٧٦ - قَدْ وَضَعَ الأشْيَاءَ كُلا فِيمَا ... نَاسَبَهُ لِكَوْنِهِ حَكِيمَا

<<  <   >  >>