فرْعٌ:
في حُكم الرِّضَا بالقضَاءِ.
٨٨٦ - ثمَّ رِضَانا بالقَضَاءِ قَدْ وَجَبْ ... وَرُدَّ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ يُسْتَحَبّْ
٨٨٧ - حَيْثُ القَضَاءُ فِعْلُهُ تعَالى ... فَالوَاجِبُ الرِّضَا بهِ امْتِثالا
٨٨٨ - أَمَّا الرِّضَا بِكُلِّ مَقْضِيٍّ فلا ... بَلْ إنَّهُ لابُدَّ أنْ يُفَصَّلا
٨٨٩ - إِنْ يكُنِ المقْضِيُّ شَرْعِيًّا فمَا ... عَلَيْكَ فِيه غَيْر أنْ تُسَلِّمَا
٨٩٠ - إِذْ عَدَمُ الرِّضَا به يُنَافِي ... كَوْنَكَ بالإيمَانِ ذا اتِّصَافِ
٨٩١ - وَإِنْ يَكُنْ مَقْضِيُّهُ كَوْنِيَّا ... أيْ لَيْسَ شَرْعيًّا وَلا دِينِيَّا
٨٩٢ - فذاكَ مِنْهُ ما الرِّضَا بهِ وَجَبْ ... وَمِنهُ غيرُ جَائِزٍ ومُسْتَحَبْ
٨٩٣ - فَالوَاجِبُ الرِّضَا بمِثْلِ النِّعَمِ ... إذْ ذَاكَ مِنْ تمَامِ شُكْرِ المُنْعِمِ
٨٩٤ - وَكيْفَ لا يرْضَى الفَتى وُجُوبا ... بمَا يَكُونُ عِنْدَهُ مَحْبُوبا؟
٨٩٥ - وَيُسْتَحَبُّ الصَّبرُ والرِّضَا إذا ... أَصَابَهُ القضَاءُ يَوْمًا بالأذَى
٨٩٦ - إِذْ لا يُحِبُّ العَبْدُ أنْ يُصَابا ... وَلمْ يكُنْ هَذا لهُ اكْتِسَابا
٨٩٧ - وَهَلْ جَرَى هَذا على مُرَادِهِ ... وَكانَ قدْ حَصَلَ بِاجْتِهَادِهِ؟
٨٩٨ - وَلا يجُوزُ أبَدًا لعَاصِي ... رِضَاهُ بالذُّنُوبِ والمَعَاصِي
٨٩٩ - لأنهَا تَقَعُ باخْتِيَارِ ... مِنْهُ وَعَنْهَا قدْ نهَاهُ البَارِي
٩٠٠ - وَكَيْفَ يَرْضَى بالذْي رَبُّ الوَرَى ... يَسْخَطُهُ وَإِنْ يَكُنْ مُقَدَّرَا