الصلح إن عرضه الأعداء، وكذلك الوصية بعدم تخريب العمران لغير ضرورة الحرب، والإحسان إلى الأسرى، وغير ذلك من آداب الحرب العظيمة التى فصلها العلماء.
فالإسلام أباح الحرب ولكن حاطها بملطفات بما لم تبلغ إليه مدنية القرن العشرين، ولم يكن من أغراضها أبدا حمل الناس على الإسلام، فقد تبين أن العقائد لا تغرس بالإكراه، ولقد أثر عن عمر رضى الله عنه أن عجوزا جاءته فى حاجة لها وكانت غير مسلمة، فدعاها إلى الإسلام فأبت وتركها عمر، وخشى أن يكون فى قوله وهو أمير المؤمنين، إكراهًا لها، فاتجه إلى ربه ضارعًا معتذرًا: اللهم أرشدت ولم أكره، وتلا قوله تعالى:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} ".
ولم تكن الحرب ضد الكفار لمجرد كفرهم أبدا، بل لرد عدوانهم كما سبق، فإن المبدأ العام مع المخالفين فى العقيدة هو:{فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ}(١) وقد عاش مع النبي كفار كثيرون وتعامل معهم بالحسنى ما داموا يبادلونه هذه المعاملة، قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ