في هذا المبرر لرأيناه أَيضا يندرج تحت الغرض الأول، وهو رد العدوان والدفاع عن العقيدة والوطن والحرمات.
ولم يحدث أبدًا أن سارت الدعوة ومعها السلاح لأول مرة لتزيل به العقبات، بل مهد لها النبيّ أولا بإرسال الكتب إلى الرؤساء من الملوك والأمراء، ولم يمكنه هؤلاء من توصيل الدعوة لمن يتشوقون إليها فكان لابد من إبعاد هذه العقبات من الطَّرِيقِ ليصل النور إلى الضالين، بل بلغ النبيّ الدعوة بالقرآن، كما قال تعالى "وجاهدهم به جهادًا كبيرًا"، (١) على الطَّرِيقِ الذى رسمه الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان تبليغها مقتضيا لتنقل وأسفار واتصالات بالناس، فلابد من حماية الدعوة إليها من بطش المكذبين، وهو حق طبيعى تقره جميع العقول والأديان.
على أن مما يدل على أن حرب الإسلام لم تكن تعطشا للدماء ولا حبا للانتقام، التوصية بعدم التعرض لغير الحاملان للسلاح من الرهبان والندماء والصبيان، والتوصية بالرحمة البالغة فى الحرب، فهى كالعملية الجراحية، ضرورة تقدر بقدرها، والتوصية بقبول