لولا ذلك لزحف الإسلام على أوربا، وسادت اللغة العربية فيها، وكان الحكم للمسلمين عليها.
وعندما ظهرت قوة الإسلام مرة أخرى، بعد طعنات التتار والصليبيين والأسبان، بقيام الدولة العثمانية التى تقدمت بفتوحها حتَّى أسوار فيينا، تحركت العداوة مرة ثانية فى قلوب الأعداء، وحيكت المؤمرات للقضاء عليها.
ومن أهم هذه المؤامرات مؤامرة "طرابزون" التى أحبط كل مخططاتها "محمد الفاتح". ولما رأى البابا أن حيله لم تفلح فى قتال الأتراك أراد أن يدخل محمدا الفاتح فى النصرانية، فكتب له بذلك سنة ١٤٦٣ م، ولما لم يفلح استعان بجمهورية البندقية على قتال الأتراك، وأذاع نداء إلى الحرب المقدسة فى ٣٣ من أكتوبر سنة ١٤٦٣ م وباع فى سبيل ذلك صكوك الغفران لإغراء المسيحيين على الحرب، غير أنَّه توفى قبل أن ينفذ خطته، وذهبت جهوده أدراج الرياح.
وظلت الضغينة مالئة قلوب الغرب المسيحى على هذه الدولة محاولين بكل وسيلة القضاء عليها، وكان من مظاهر ذلك "المسألة الشرقية" التى تستهدف محوها وتوزيع ممتلكاتها.