وكانت الهجمات التى وجهت إلى مصر موجهة فى الحقيقة إلى الإسلام والعروبة، لأنهم يعتبرونها رأس المقاومة، والجزء العصبى من جسم الأمة الإسلامية، وقد بدأت الهجماته عليها بالاحتلال الفرنسى فى أواخر القرن التاسع عشر، ثم بالضغط على مصر لتكون فى جانب الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية، وأخيرا وضع الاستعمار شوكة فى قلب الوطن العربى هى "إسرائيل" لتظل عامل فتنة ومثار قلق وجسرا يعبر عليه المستعمرون إلى أية، بقعة فى الوطن العربي.
ثم ظهر الحقد الكامن عندما قطعت مصر على الاستعمار طريقه الذى ظل يتحكم في مصاير العرب قرابة مائة سنة، وهو قناة السويس فكانت حملة سنة ١٩٥٦ على بورسعيد، وما زال الحقد يأكل قلوبهم إلى الآن، وقد تنفس عن هجوم إسرائيل وعلى الوطن العربى بمساعدة الاستعمار، وعرقلة كل الجهود لإحقاق حق العرب والتمكين للسلام فى العالم العربى، ولن يزول حقد الغرب علينا ما دامت فينا يقظة وقوة وفداء وتضحية وإيمان بالله عميق، والله يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون.
يقول "ولفرد كانتويل سميث"، فى كتابه "الإسلام فى التاريخ الحديث ص ١٠٣: